زايوبريس.كوم ح- م
احتضنت قاعة المركب الثقافي بمدينة الناظور مساء يوم امس الأحد 23 مارس 2014 ابتداء من الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال ندوة فكرية من تنظيم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان – المكتب الجهوي جهة الشرق والفرع المحلي لمدينة الناظور حول موضوع ” الديمقراطية وحقوق الإنسان بالمغرب ” من تأطير الحقوقية والمناضلة خديجة الرياضي والمناضل والحقوقي عبد الحميد أمين اللذان حلا ضيفان على هذه المدينة
النشاط الحقوقي الذي نظمته الجمعية جاء متزامنا مع الانتفاضة الشعبية التي عرفها المغرب فيما يسمى بالأحداث الاجتماعية التي شهدها المغرب سنة 1965 وما خلفته هذه الأحداث الدموية من ضحايا وشهداء يعدون بالآف فيما يسمى بسنوات الرصاص حيث وقف الجميع دقيقة صمت ترحما على كافة شهداء الحرية والكرامة والمساواة.
كما استهل هذا النشاط بتكريم المناضلة خديجة الرياضي وعبد الحميد امين عرفانا لهما لما أسدوه من مجهودات جبارة ونضالات طويلة فيما مجال الدفاع عن حقوق الانسان في كونيتها وشموليتها حيث قدمت لهما هدايا رمزية عبارة عن باقات ورد ولوحات فنية باللون البيض للفنان جمال بكاوي الذي غاب عن الحضور .
كما كان هذا التكريم الحقوقي الذي شهده المركب الثقافي بالناظور فرصة سانحة عبر فيها الحقوقيون والحقوقيات بالجهة الشرقية عن غبطتهم وفرحتهم بالجائزة الأممية لحقوق الانسان لسنة 2013 التي منحتها منظمة الأمم المتحدة للمناضلة الحقوقية والرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الانسان خديجة الرياضي.
هذا وتناول الكلمة السيد عبد الحميد امين الذي قدم عرضا مفصلا وشاملا حول مفهوم الديمقراطية وخصائصها واليات ترسيخها على ارض الواقع والتي من الصعب فصلها عن حقوق الإنسان يقول عبد الحميد امين معتبرا انه لا يمكن ان نعتبر نظاما ديمقراطيا بدون ضمان ناجع وحقيقي لحقوق الانسان في كونيتها وشموليتها ، ويأتي على رأسها حسب امين وضع دستور ديمقراطي من ناحية بلورته وفي طريقة صياغته وكذا مضامينه وليس دستورا ممنوحا مؤكدا في سياق كلامه ان المغرب لا زال يعيش فترة من الفساد والاستبداد وان المخزن على حد تعبيره هو الذي يسيطر على دواليب الدولة وكافة المؤسسات العمومية وحتى الإعلام والصحافة العموميين.
وفي ختام كلمته اثنا السيد عبد الحميد امين على حركة 20 فبراير واصفا إياها بأمل كل المغاربة في التغيير والإصلاح والانتقال نحو نظام أكثر ديمقراطية وأكثر فاعلية.
في حين كان العرض الثاني من إلقاء السيدة خديجة الرياضي التي تناولت الموضوع في شقه الثاني المتعلق بمفهوم حقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها الغير القابلة للأي انتقاص او انتهاك او تجزيء تحت أي طائل او مبرر كان عقائديا او دينيا اواديولوجيا.
الرياضي أعطت نبذة مقتضبة حول ماهية حقوق الانسان والفلسفة التي تأطر لهذا المفهوم الواسع والشامل الذي ظهرت بوادره الأولية حسب رأي الرياضي ما قبل الديانات السماوية وبعدها والذي عرف تطورا مضطردا عبر عدة حقب وأزمنة وعصور وما قدمته الشعوب على مر الأزمان من نضالات وتضحيات جسام في سبيل تحقيق الكرامة لهذا الانسان وللجنس البشري بصفة عامة ، وتأتي على رأسها نضالات العبيد ضد الرق والاستعباد وعصر الأنوار وعصر الثورات العالمية التي تمخض عنها بزوغ عدة منظمات عالمية كان أولاها عصبة الأمم المتحدة التي تأسست سنة 1919 التي ناهضة الرق ، يليها منظمة العمل الدولية بعدها منظمة الأمم المتحدة سنة 1948 التي كان من نتائجها صياغة الاعلان العالمي لحقوق الانسان . وكذا البرتوكولين الدوليين والعهدين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية.
كما وضحت الرياضي في سياق عرضها لمفهوم حقوق الانسان ان القانون الدولي ينقسم بدوره الى نوعين اثنين او ان صح القول الى شقين هامين وهما القانون الدولي الإنساني الذي يحمي الشعوب من الحروب وحماية اللاجئين والمدنيين من أي انتهاك سافر او خرق او ابادات ثم القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يضم في مجمله كافة الحقوق المدينة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى السياسية.
المغرب حسب خديجة الرياضي يعد من البلدان العربية والإسلامية الذي وقع بكثرة على مجموعة من الاتفاقيات الدولية والعهود دون ان يلتزم تقول الرياضي بتفعيلها او حمايتها او حتى ضمانها.
ويأتي هذا الالتزام الدولي في مجال حقوق الانسان الذي أبان عنه المغرب منذ التسعينيات من القرن الماضي فقط من اجل تحسين صورته وتلميعها أمام المنتظم الدولي بغية حصول المغرب على امتيازات إضافية من المؤسسات والمنظمات الدولية.
لكن تقول الرياضي ان واقع الحال يعكس تماما ما أظهره المغرب من نية صادقة وإرادة قوية عنه المغرب في تفعيل مضامين هذه الاتفاقيات في مجال الحريات وحقوق الانسان وان المغرب حسب الرياضي لا زال بعيدا كل البعد عن تحقيق مبدأ سمو الانفاقيات الدولية على القوانين والتشريعات الداخلية بمبرر احترام الخصوصية المغربية .
بدورها أشادت المناضلة الحقوقية كثيرا بحركة 20 فبراير داعية كافة المناضلات والمناضلين من داخل هذه الحركة الى المزيد من النضال والخروج بكثافة الى الشارع من اجل إحقاق الحق للمواطن و تحقيق الكرامة لكافة المواطنين والمواطنات .
بعد الانتهاء من الندوة فتح مباشرة باب النقاش وتقديم ملاحظات الحاضرين حول العرضين وإعطاء وجهات النظر في موضوعي الديمقراطية وحقوق الإنسان كل حسب وجهته الخاصة ، حيث عرف النقاش تفاعلا كبيرا بين كافة المتدخلين و الحاضرين ومناضلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
ليختم هذا النشاط الحقوقي والفكري الذي استحسنه الجميع بحفل فني بهيج قدمه كل من الفنانين جواد لخضر الملقب بجواد المغربي الذي أتحف الحاضرين بقصائد غنائية محفزة حول حركة 20 فبراير وعيد الأرض والقضية الفلسطينية مستعملا آلة العود في حين كان موعد الحاضرين مع الفنان المعروف بمعاد الحاقد الذي حل هو الأخر ضيف شرف على ساكنة مدينة الناظور التي استقبله شبابها بحفاوة كبيرة حيث قدم أغانيه المناهضة للحكرة والتهميش والإقصاء التي يعاني منها المواطن المغربي الضعيف في حياته اليومية والمعيشية اجتماعية .